ميثاق اللؤلؤ
ميثاق اللؤلؤ
لـ ( ثورة الرابع عشر من فبراير )
ديباجة:
لم يكن انفجار ثورةِ 14 فبراير/ شباط في البحرين وليد اللحظة، بل ألهمتها روح الصحوةالإسلامية وثورات الربيع العربي ، فاستبشرت بسنن التغيير الإلهية التي اكتسحت المنطقة والعالمبرمته، وجاءت تتويجًا لنضال طويل لأبناءِ هذا الوطن الجريح منذ أصبح نهبة لقبيلةٍ غازيةٍ دشنتعهدها فيه منذ ما يربو على 230 عام بالغدر والدماء، ثم بقي دأبها فيه كذلك جيلا بعد جيل،متفننة في أساليب التسلط على هذا الشعب الأبي، والاستئثار بخيرات أرضه، وتمزيق نسيجه، وبثالفرقة بين أبنائه، وإهدار كرامته، والتنكيل بمن يطالب بحقه.
أولا: ثورة 14 فبراير: نقطة الانطلاق
إن الظلم الذي مارسه آل خليفة على مدى أكثر من قرنين، والصحوة الإسلامية والربيعالعربي فجروا في نفوس شعب البحرين التوق إلى التحرر والانعتاق من همجية هذا الحاكمالجائر، حيث كانت الشرارة الأولى لثورةِ 14 فبراير المجيدةِ ، التي احتضنها ميدان اللؤلؤ، والتي كانتذروة في الحراك السلمي الوطني المتوحد في مطلبه، المتنوع في أطيافه، فقوبلت بقمع كانذروة في القسوة والوحشية حيث تجاوز كل الأعراف الشرعية والقانونية،ِ والدولية، والإنسانية، فلم يبق النظام الخليفي المجرم جسرًا بينه وبين الشعب إلا أحرقه، ولا عقدًا إلا نقضه، ولا جريمة إلاارتكبها مستعينًا بذلك بجحافل من المرتزقة المجلوبين لإبادةِ شعبنا، ومطلقًا العنان لشياطينّالحقد والتشفي، متسلحًا بالتحشيد الإعلامي الطائفي البغيض، وموغلا في قطع الأرزاق، وانتهاكالأعراض والحرمات، والتعدي على جميع المقدسات، فخط بذلك خاتمة لتاريخه الدموي في هذاالبلد، وغرس في قلوب شعبنا وعقولِهم مطلبًا صريحًا وواضحًا لا يتزعزع، أصبح عنوانًا لهذه الثورة، ألا و هو إسقاط النظام وتقرير المصير، بعد أن اتضح أن مساعي إصلاحه والتعايش معه باتت مستحيلة، وأن كل الانتفاضات ومحاولات التعالي على الجراح، والتعايش والصفح من طرفالشعب، لم تقابل من طرف هذا النظام القبلي الهمجي إلا بمزيد من البطش، والغدر، والفساد , ونكث العهود .
ثانيًا: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
ولد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير من رحم هذه الثورة الشعبية المجيدة بجهود شبابيةمستقلة، متجردًا من الألوان الحزبية والطائفية، متشحًا بألوان الوطن كافة، قاطعًا عهدالوفاء للشهداء، والجرحى، والأسرى، ولأبناء الوطن جميعًا، ولتراب هذه الأرض العظيمة،مؤكدًا على مواصلة درب النضال، والكفاح، والعمل الثوري حتى تحقيق هدف الثورةالمتمثل في إسقاط النظام وتقرير المصير .
ثالثا : مبادئ الثورة
الانطلاق من المبادئ الإسلامية الأصيلة القائمة على رفض الظلم، والعبودية، والتمسكبالكرامة والحرية، والتي نؤكد من خلالها على النقاط التالية :
-
أصالة الثورة ووطنيتها ، ورفض جميع أنواع التدخل والوصاية والتبعية .
-
النظام الخليفي فاقد للشرعية، ولا يمكن التعاطي معه بأي شكل من الأشكال .
-
تحرير البلاد من أي حاكم ظالم، المتمثل الآن بالنظام الخليفي وبطانته ومرتزقته .
-
رفض التدخل الأجنبي وفي مقدمته النظام السعودي، الداعم للنظام الخليفي، واعتبارهعدوًا محتال يجب طرده بكافة الوسائل المتاحة .
-
عدم الانشغال بالخلافات الجانبية والبينية والتي قد تشكل عائقًا في وجه الثورة .
-
تثمين كل جهد يبذل من أي طرف كان، لصون حقوق الشعب وتقرير مصيره .
-
تفعيل كل الخيارات المناسبة لتحقيق أهداف الثورة .
-
الاعتزاز بالروح الوطنية لأبناء هذا الشعب ووضع معيار المواطنة كأساس للتعامل مع الأفراد .
رابعا : أهداف الثورة
-
إسقاط النظام الخليفي القبلي الفاقد للشرعية، ومحاكمة أركانه ورموزه على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب والوطن وعلى رأسهم الديكتاتور حمد .
-
تأكيد حق الشعب في تقرير مصيره واختيار نوع النظام السياسي الذي يلبي تطلعاته وطموحه .
-
حل الأجهزة الأمنية في الدولة، وإعادة هيكلتها ضمن قطاع أمني مستحدث، يضمن سلامة المواطنين وأمنهم .
-
تشكيل قضاء مستقل ومنصف .
-
تكريس مبدأ فصل السلطات الثلاث ( التشريعية – التنفيذية – القضائية ) .
-
صون اللحمة الوطنية وحفظ النسيج الاجتماعي ، وتعزيز العدل والمساواة ، وحظر التمييز بين أبناء الوطن .
-
إيجاد حل واقعي منصف لقضية التجنيس السياسي الممنهج ، التي كرسها النظام القمعي لتشويه الهوية الأصيلة والتركيبة السكانية الأساسية للبلد .
-
الحفاظ على الهوية الإسلامية وعروبة البحرين.
-
تشكيل هيئة وطنية للإشراف على انتخاب أعضاء مجلس تأسيسي ، يعمل على صياغة دستور جديد للبلاد ، وذلك بعد إسقاط النظام الخليفي .
-
التأكيد على التوزيع العادل للثروات، وصيانة ثروات الوطن ومكتبساته للأجيال القادمة .
خامسآ : آليات العمل الثوري :
تقوم ثورة 14 فبراير على النهج السلمي القرآني، الذي يتفاعل مع الأحداث من منطلق الإيمان بعدالة القضية، ويعتمد مبدأ الدفاع المقدس عن النفس، وحفظ الأعراض ، ودفع الظلم ، وصد المعتدي ، انطلاقًا من الآية الكريمة : “ فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ….” وعليه نؤكد على الآليات التالية :
-
( أ ) : العمل الميداني :
-
العمل الثوري الميداني هو نواة الثورة ، يرتكز على الحضور الحاشد في كافة الساحاتوالميادين، ومشاركة مختلف فئات الشعب .
-
يعتمد هذا العمل على تنويع الحراك الميداني بما يتناسب مع مختلف الفئات العمريةلفسح المجال للجميع للمشاركة بالفعاليات والأنشطة الثورية الجماهيرية ، كالمسيرات ، والتظاهرات ، والاعتصامات وغيرها .
-
تعزيز المقاومة المدنية القائمة على التعبئة الشعبية لرفض قوانين النظام الجائرة ، كممارسةالعصيان المدني، والإضراب العام ، مع تطوير وسائل الحراك والمقاومة حسب مقتضياتالمرحلة ومتغيرات الساحة .
-
تعزيز القدرات الذاتية لشباب الثورة في ابتكار الفعاليات الميدانية الضاغطة والمؤثرة فيالدفع نحو إسقاط النظام وتقرير المصير .
-
( ب ) : العمل الإعلامي :
نظرًا للدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام المرئية ، والمسموعة ، والمكتوبة في نشر الوقائع والأحداث ، فقد احتلت موقعًا بارزًا في عمل الثوار ، قام على :
-
فضح الممارسات القمعية الوحشية للنظام الخليفي ومرتزقته ، والتنديد بالاحتلال السعودي ،وبتواطؤ قوى الاستكبار العالمية ، وذلك عن طريق توثيق المواد الإعلامية ونشرها على أوسعنطاق ، وعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية ، وإجراء المقابلات المتلفزة والإذاعية ، وغيرها منوسائل النشر الإعلامي .
-
تأكيد مطلب إسقاط النظام وتقرير المصير ، والتركيز عليه في وسائل الإعلام وفرضه على المشهد الإقليمي والدولي .
-
إنتاج الأعمال الإعلامية المكتوبة والمرئية المتعلقة بالثورة ، وبالنضال التاريخي لشعب البحرين ،لحفظها ضمن الموروث الثقافي، والهوية الأصيلة للوطن .
-
( ج ) : العمل الحقوقي :
-
العمل على رصد الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان ، والتواصل الدائم مع منظماتوجمعيات حقوق الإنسان في العالم .
-
متابعة القضايا والدعاوى المرفوعة ضد رموز النظام الخليفي في المحاكم الدولية ودعمهابقوة .
-
( د ) : العمل السياسي :
-
التعاون والانسجام مع المد الثوري الذي يجتاح المنطقة والعالم ، ودعم المطالب المحقةلجميع الشعوب التواقة للحرية والكرامة والعدالة .
-
عقد التحالفات السياسية الملائمة، لدعم مطالب الثورة ، وممارسة الضغوط السياسيةوالدبلوماسية اللازمة لتحقيقها .
-
فتح المجال للتعاون والتفاهم مع مختلف القوى الإقليمية والدولية من منطلق الندية ، ومنموقع القوة النابعة من الإيمان بعدالة القضية ، والثبات على حق الشعب في تقرير مصيرهوتأسيس نظام الحكم الخليق بهذا الشعب المضحي ، الصابر ، المثقف والواعي .